وكالة أنباء الحوزة ـــ في معرض قراءته لتحولات المنطقة والعالم، أكد ممثّل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا سماحة السيد أبو الفضل الطباطبائي الأشكذري، على استمرار الصراع بين الحق والباطل، داعياً للتمييز بين معسكريهما، مشيراً إلى أن رأس الباطل في عصرنا يتمثل في إمبراطورية الشر الأمريكية التي لا تتورع عن ارتكاب أي جريمة إرهابية للنيل من جبهة الحق المتجسدة في محور المقاومة.
وندد سماحته بممارسات الإرهاب الأمريكي الذي بات يمارس عربدته جهاراً بعد فشل مشروعه الداعشي، وأدرج جريمة استهداف الحاج قاسم سليماني في هذا السياق، لأن الشهيد القائد ورفاقه كانوا رأس الحربة في ضرب الإرهاب العالمي الأمريكي الصهيوني، ووصف استشهادهم بالمحطة الكبرى التي تؤدن بأفول إمبراطورية الشر الأمريكية. وعبّر عن تفاؤله بمستقبل المنطقة لصالح محور المقاومة.
-جاء ذلك في خطبة الجمعة السياسية التي ألقاها سماحة آية الله الطباطبائي الأشكذري في مصلى مقام السيدة زينب (ع) بتاريخ 17/1/2020؛ حيث قدم عرضاً تاريخياً للصراع بين الحق والباطل في ضوء السنن الإلهية التي تضمن النصر النهائي لمعسكر الحق على زمر الباطل مهما طال الزمن وكثرت التضحيات، ودعا إلى وجوب البصيرة في تمييز رموز الباطل للوقوف ضدها في كل زمان ومكان، وقال:
"لا ريب في أن رمز الباطل ورأسَه اليوم متمثلٌ في إمبراطورية الشر الأمريكية والصهيونية وأذنابهما ممن لا يتورَّعون عن ارتكاب أي جريمة للقضاء على معسكر الحق المتمثل في محور المقاومة ليخلوَ لها الجوُّ كي تعثوَ في منطقتنا فساداً. فقد صنعت داعش الإرهابيةَ وأمثالَها في المنطقة تحقيقاً لمآربها الشيطانية"
وأشاد إمام جمعة مصلى مقام السيدة زينب (ع) بمواقف الشهيد القائد قاسم سليماني في إفشال مشاريع الإرهاب الأمريكية في المنطقة، وقال:
" لقد ذهبت أحلام الشر الأمريكية أدراج الرياح بفضل شجاعة رجلِ الإخلاص والإيمان والمَهامّ الصعبة القائدِ الحاجِّ قاسم سليماني الذي قضى على مشروع داعش وأرسله إلى متحف التاريخ لأخذ العبرة"
وأشار ممثل الإمام الخامنئي (دام ظله) في سوريا لحالة الغضب والحقد واليأس والخوف التي انتابت الأمريكان والصهاينة نتيجة انتصارات محور المقاومة في الآونة الأخيرة، وقال:
"لم يتحمل الأمريكانُ فشلَ مشروعهم والقضاء على صنيعتهم داعش، وخافوا من أن يتمكن القائد سليماني في المرحلة التالية من القضاء على مشروعهم الآخر وهو الكيان الصهيوني، فبادرت أمريكا للقيام بنفسها بدور إرهابيّ العالم باستهداف الحاج سليماني بصورة علنية وعلى أرض دولة ذات سيادة وتقطيع جسد الشهيد إرباً إرباً".
وبيّن سماحة السيد الطباطبائي الأشكذري حماقة إدارة ترامب في ارتكاب عمليتها الإرهابية الجبانة بحق الشهيد سليماني ورفاقه، لأنها خلقت ظروفاً جديدةً في المنطقة لصالح محور المقاومة تمهد لإخراج الأمريكان منها نهائياً، وأفول إمبراطورية الشر الأمريكية، وقال:
"هذه إرهاصاتُ الأفولِ بدأت تَتَبَدَّى من مصادقة البرلمان العراقي على قانون إخراج القوات الأمريكية إلى نزول ملايين العراقيين اليومَ في مسيرات رفض الاحتلال الأمريكي، بل إن التظاهرات امتدت لتشمل أمريكا نفسها كما رأينا في الأيام الماضية رفضاً للعدوانية الأمريكية، ناهيكم عن التظاهرات التي شهدتها باقي دول العالم.
نعم لقد أرادت أمريكا أن تقضي على الحاج قاسم، فأبى الله إلا أن يتم نوره بترسيخ خط المقاومة الذي اختطَّه الشهيد ورفاقُه، وأبى الله إلا أن يُخزِيَ ترامب الفاجرَ الذي باتَ يُعرَفُ عالمياً: عدو الإنسانية"
وختم سماحة السيد الطباطبائي الأشكذري خطبته بتوجيه كلمة لزوار مقام السيدة زينب (ع) من مختلف البلدان، قائلاً:
"يا زوار العقيلة!
إن محور المقاومة اليومَ أقوى من أي وقتٍ مضى. وإن المستقبل الذي ينتظر منطقتنا زاهِرٌ ومشرقٌ، وسيكون أكثرَ إشراقاً بفضل دماء الشهداء التي لن تذهب سُدَىً عند الله. وكما قال إمامنا الخامنئي (دام ظله) إن لشهادة الحاج قاسم بركاتٍ جَمَّةً. وسيكون الله هو المنتقمِ لدمه ودماء رفاقه الشهداء الذي سيجعل الباطل زهوقاً وسيخرِج الأمريكانَ مدحورين من المنطقة لأنهم الباطلُ المحض. وستبدأ الخطوة الثانية من أربعينية الثورة الإسلامية الثانية في محور المقاومة كما بشر إمامنا القائد. إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
وعليكم أيها الزوار الأعزاء أن تحملوا هذه الرسالة إلى أهليكم عندما ترجعون سالمين غانمين".